بطول 400 كيلو متر على شواطئ البحر المتوسط بداية من رشيد وحتى رفح توجد لدى مصر ثروة تسمى "الرمال
السوداء" التي لا تعتبر مجرد كثبان رملية موجودة على الشاطئ، ولكن أهميتها تفوق أهمية الكثير من أي مصدر حيوي في الاقتصاد.
وترجع الأهمية الاقتصادية للرمال السوداء إلى احتوائها على نسب من المعادن التي لها مردود تعديني مثل الألمنيت وأكاسيد حديد وماجنتيت الزركون.
كما تحتوي الرمال السوداء على كثير من الغازات النادرة والذهب، ويقدر بحوالي نصف جرام في الطن، والكاسيتريت والروتيل الذي يستخدم في إنتاج معدن التيتانيوم لصناعة هياكل الطائرات والصواريخ ذات الارتفاعات العالية لمقاومة الظروف الكونية، والروتيل هو المادة الأساسية في صناعة البويات والأصباغ.
وتحتوي تلك الرمال على مواد تستخدم في المفاعلات النووية مثل الزركون الذي يستخدم في صناعة السيراميك عالي الامتصاص للنيترونات، ولذلك يستخدم في المفاعلات النووية لكبح جماح التدفق النيتروني الهيفنيوم، ويكون مصاحبًا للزوكلنيوم في مركباته أكاسيد الحديد لإنتاج الحديد الصالح للاختزال المباشر، والمونازيت وهو غني بمعدن الثوريا وأكسيد الثوريوم ويستخدم في المفاعلات النووية.
والرمال السوداء هي رواسب شاطئية سوداء ثقيلة تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبرى وتتركز بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التي تصبها الأنهار في البحر، وطبقًا لآخر مسح جوى قامت به هيئة المواد النووية مصرية فإن مصر تعد واحدة من أهم وأغنى الدول التي تتوافر بها الرمال السوداء، إذ توجد عند منطقة الرأس السوداء بالقرب من رشيد، ويوجد ما يقرب من 11 موقعًا على السواحل الشمالية تنتشر بها تلك الرمال بتركيزات مرتفعة.
وحسبما أفادت إحدى الدرسات الأسترالية فإن العائد الاقتصادي من موقع واحد فقط من الإحدى عشر موقعًا في مصر ستعود عليها بأكثر من 255 مليون جنيه سنويًا، وسيوفِّر على مصر ملايين الدولارات التي تنفقها في استيراد واحد فقط من تلك المعادن كالزكون الذي يعتبر أحد العناصر الأساسية في صناعة السيراميك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق